أرشيف

قال إن “الإصلاح” مسنود بالمال السعودي ودعا الحوثيين للانفتاح على الآخر

 • أدعو الحوثيين إلى الانفتاح أكثر والتعاطي مع الغير فكراً وثقافة وتفاعلاً، طالما كان هذا الفكر إنسانياً

• مشكلة أمريكا مع الشعوب أنها تقدم مصالحها على قيم الديمقراطية طالما كان هذا في مكان آخر غير الولايات المتحدة الأمريكية

• ما يحدث في صعده وحجة يمول ويدعم من قبل المملكة العربية السعودية والإصلاح مسنوداً ومدعوماً بالمال السعودي

• احترم نضال توكل ومن حقها أن تأخذ الموقف الذي تراه، ولكنها كانت اشترطت اعتراف عبده ربه منصور بالثورة وأهدافها، وهو ما لم يعترف به، وكان من الطبيعي أن يكون موقف توكل مع جبهة المقاطعة، لكن لا يجب أن ننسى أن توكل مازالت عضواً في مجلس شورى الإصلاح

• حاوره/ محمد علي العمادصحيفة “الهوية” الأسبوعية

 العدد 3/ الأربعاء- 22 فبراير، 2012

كثيرون يقولون بان هذا الانتخابات التفاف على الثورة وخيانة لدماء الشهداء؟ وانتم بعضاً من أصحاب هذه الرؤية. هل نستطيع أن نتعرف على طبيعة ونوعية هذا الالتفاف؟

 

من صنع المبادرة الخليجية والتي تعتبر (الانتخابات) أحد مفرداتها كان يدرك أنه لا يكفي إصدار قانون للحصانة من مجلس النواب ليبعد القتلة والمجرمين من دائرة المساءلة الجنائية والملاحقة القضائية، وكان يدرك أيضا إنه لا يكفي إعطاء شرعية لعبدربه من مجلس النواب، ولكنه أراد أن يحصن الحصانة ويشرعن المبادرة باستفتاء شعبي يعطيها قوة دستورية يتم الاحتجاج بها في أي مقاضاة أمام أي محكمة أو قضاء محلي أو دولي؛ ولهذا نجد إن المؤتمر والإصلاح حريصان على رفع نسبة المشاركة لتقوية حجة هذا الاستفتاء.

وهكذا نجد طرفي النظام- المؤتمر والإصلاح- قد نجحا أو على وشك النجاح فيما يريدوه، وقبل هذا نجحا في تحويل الثورة إلى أزمة بمشاركة ودور فاعل للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ومصالحهما على حساب الثورة وتضحيات الشهداء بالعمل على استغباء جمهور المواطنين.. إنه أكثر من التفاف، بل هو مؤامرة كبرى تسعى لوئد الثورة وسرقها وتنال من أهدافها إلى حد بعيد.. إنه الفخ الذي وقع فيه القطيع.

 

 مواقف الجنوب من هذه الانتخابات، وبالأخص الحراك الجنوبي، البعض يقول بأنها ستعقد القضية الجنوبية أكثر من أن توجد لها حلول، بعكس الرؤية التي يذهب إليها البعض والتي تقول بان الانتخابات سوف تحلها.. بالنسبة لكم كيف تقرأون ذلك؟

 

إن مهزلة ما يسمى “بالانتخابات” تزيد من الاحتقان ومشاعر الغبن المتكاثرة والإحساس بالظلم والقهر لدى الجنوبيين.. إنهم يشعرون بقوة محاولة طرفي النظام (الإصلاح والمؤتمر) فرض إرادة (الاحتلال) على إرادتهم، وهذا يزيد من الشرخ الكبير في النفوس والتمزق في النسيج الوطني والشعور بالانسداد السياسي أمام أية حلول جادة ومنصفة، كما أنه يقوي خطاب حركة الانفصال على نحو ربما يدفع بعضها لحمل السلاح ضد محاولة فرض إرادة ما صاروا يعتبرونه (احتلالاً) عليهم.

 

البعض يقول بان الفدرالية هي الحل لقضية الجنوب وقضية شمال الشمال؟ كيف ستكون الفدرالية حلاً؟

أظن إن الفدرالية في اليمن هي الحل الممكن في إطار الوحدة، ولكن حتى هذا الخيار يبدو أن الإصلاح والمؤتمر لم يستوعباه بعد، الأمر الذي قد يضيق من فرصه وخياره. والبدائل لا شك أنها ستكون أسوأ بكثير على وحدة اليمن ومستقبله ووحدة نسيجه الاجتماعي.

إنه لمن المؤسف جدا إن حزب التجمع اليمني للإصلاح يتعامل مع قضايا الوطن بخفة كبيرة ويستخدم وسائل وأساليب أكثر قبحا وفجاجة من تلك التي كان يمارسها حزب المؤتمر الحاكم خلال الفترة الماضية.

إن الخطر الأكبر على وحدة اليمن لا يأتي من حركة الاحتجاج في الجنوب أو شمال الشمال، ولكن تكرار حزب التجمع اليمني للإصلاح لنفس ممارسات وأخطاء نظام صالح، حيث أن الجميع استنكر ممارسات الإصلاح في الفترة الأخيرة، إذ يعمد للإرهاب والتخوين وأحياناً القتل ويحتل باسم المقدس ويمارس العبث والتمزيق باسم الوحدة. إن هذه الممارسات- بتقديري الشخصي- هي الخطر الداهم والأكبر على الوطن ومستقبله.

 

موقف البيض والجفري والعطاس وناصر في مقاطعة الانتخابات هل سيؤثر على شرعية هادي؟ وما طبيعة هذا التأثير؟

طالما وهناك قوى سياسية على الأرض تؤيدهم وتسند مواقفهم على نحو واسع وكبير، فبالتأكيد سيؤثر موقف هؤلاء المعارض على شرعيته الانتخابات، بل وربما تأسس على هذه المقاطعة الواسعة شرعية أخرى غير تلك التي يسعى نظام الإصلاح والمؤتمر على انتزاعها عبر هذا (الاستفتاء).

 

قبل أيام صرح عبدالرحمن الجفري بان الإصلاح يعسكر في شمسان وفي حضرموت، “معسكر محمد علي محسن”، ألا تعتقد بان هذا سيشعل فتنه في الجنوب؟ وهل يريد الإصلاح أن يحذو حذو النظام في الجنوب في فرض القوه عليهم قبل القانون؟

إن أساليب ووسائل حزب التجمع اليمني للإصلاح وما ينتويه يشكل الخطر المحدق والأكبر على وحدة اليمن ومستقبله وعلى وحدة النسيج الاجتماعي لأبناء اليمن في الجنوب والشمال..

إنه، أي الإصلاح، لا يهمش ويقصي الآخر فحسب، لكنه يعمل أيضاً على فرض رؤاه وتقاليده وإرثه على غيره بوسائل متخلفة وأكثر عنفاً، وليس من المستبعد أن يسعى بالفعل إلى إقامة إمارة إسلامية مستبدة وأن يعمل على فرض مشروعه هذا على الجميع مستخدماً مليشياته وقواته العسكرية التي يملكها أو تلك التي يعمل على إعدادها وتجهيزها.

بتقديري أن الإصلاح اليوم هو وريث نظام صالح من حيث كونه الخطر الأول على المشروع الوطني، وما يجب أن نفهمه جميعنا- ومن لم يفهم سيفهمه الزمن- أن الإصلاح بأدائه السياسي مؤخراً كشف أنه حزب رجعي واستبدادي وخطير.

 

صعده وحجة ومناطق أخرى شهدت معارك ومواجهات بين الإصلاح والحوثيين، وكلها باسم الله؛ بصفتكم كناشط حقوقي ومتابع سياسي كيف كانت قراءتكم للمشهد الدامي في تلك المناطق وغيرها؟ وهل ترون أن تلك المواجهات المسلحة لها علاقة بما يجري في الميدان السياسي حالياً؟

إن الحروب والقتل باسم الله أكثر خطرا على الشعوب والأوطان. زد على ذلك أن ما يحدث في صعده وحجة يمول ويُدعم من قبل المملكة السعودية، إنها جارة مؤذية، تثير الفتن والمذهبية والطائفية وتدأب في تصدير نفاياتها لليمن منذ ثمانينات القرن الماضي، ولا زالت تفعل هذا حتى اليوم.

والمؤسف أكثر أن ينجر حزب التجمع اليمني للإصلاح وآلته الإعلامية والمسلحة إلى هذا المستنقع المملوء عفنا ونتانة. إنه ينفث سماً ويبث ثقافة استئصالية ضد الحوثيين دون أن يستفيد من دروس ستة حروب مضت أسهم فيها وكان شريك للنظام ساعياً إلى اجتثاث الحوثية كمذهب ووجود ومواطنين يمنيين.

إن هذا النوع من الثقافة والاعتماد على التحريض لم ولن يجلب غير مآسي وكوارث تحل بالأوطان والشعوب، وهذا- للأسف الشديد- ما يصنعه اليوم حزب الإصلاح باليمن، مسنوداً ومدعوماً بالمال من المملكة السعودية التي لا تريد أن ترى اليمن إلا ممزقاً وضعيفاً ومستجدياً، إن لم يكن تابعاً وملحقاً بها ويكون شعبها عبد لها.

وبالمقابل، لا يفوتني هنا أن أدعو الحوثيين إلى الانفتاح أكثر والتعاطي مع الغير فكرا وثقافة وتفاعل، طالما كان هذا الفكر إنسانيا أو فيه روعة وجمال حتى لو جاء ت من الشيطان.

 

شباب في ساحة صنعاء وساحة صعده وعدة محافظات أخرى- فضلاً عن الحراك الجنوبي- أعلنوا رفضهم للانتخابات مطالبين بالاستمرار في الثورة حتى إسقاط كافة أركان النظام، فيما السفير الأمريكي يعتبر أصواتهم معدومة دون تأثير.. هل يتفق هذا مع الديمقراطية والحرية؟ ثم ألا يفهم هذا على أنه إعلان قادم مؤلم؟

إنه لشيء مؤسف أن يحدث هذا وأن يأتي مثل هذا القول من رجل يفترض أن لا تفسد السياسة فيه قيم الحضارة والحرية والعدالة. إن مشكلة أمريكا مع الشعوب أنها تقدم مصالحها على قيم الديمقراطية طالما كان هذا في مكان آخر غير الولايات المتحدة الأمريكية.

إن هذا الاعتلال والاختلال سيجلب لأمريكا كثير من العداء والخسارة وفقدان تأييد الشعوب لها. آمل أن لا تفقد السياسة الحد الأدنى من الأخلاق، وأن تنال الوسيلة شرفها من شرف الغاية لا أن تبرر الغاية الوسيلة، كما هو عليه الحال اليوم.

 

كشفت معلومات ان تكلفة الرعاية الانتخابية ستتجاوز الـ 8 مليار ريال، برأيكم لماذا نحتاج إلى هذا المبلغ في انتخابات محسومة سلفاً بمرشح توافقي؟ وهل المواقف الرافضة للانتخابات أثر في ذلك؟

هذا تأكيد للتعاطي المخل والمعتل مع السياسة.. ثمانية مليار كان يحتاجها الشعب اليمني كأولوية للماء والغذاء والكهرباء بدلاً من صرفها لمهزلة أسموها الانتخابات. إنها إساءة فادحة ترتكب بحق الديمقراطية.. إنها كذبة كبيرة أسموها انتخابات.. إنها تزيف للوعي بديمقراطية كاذبة.. إنها أكثر من مهزلة.

لم يكن نظام صالح على فضاعته وخِفته ليجرؤا على أن يفعلها، وفعلتها للأسف أحزاب المشترك.. إنها “بيعة”- بالمعنيين أو بالتورية. إنها رسالة سعودية تستخف باليمن كنظام جمهوري ديمقراطي.

إلى المشترك وإلى الواهمين بأن المملكة ستبني لليمن ديمقراطية ودولة مدنية حديثة.. إن الأمر لا يغشى وقد بان كذبه في مطلعه وأوله. إن المملكة تقودنا إلى الحضيض وتصنع لنا مستقبل بعيدا عن العصر والحضر. إنها تقودنا إلى كهوف وأدغال الماضي. نعم إنها تقودنا إلى عصر ما قبل التاريخ والحضارة.

 

لو افترضنا أن المشاركة في الانتخابات الرئاسية لم تتجاوز 50%، هل سيكون لذلك تأثير عل شرعيتها؟ وما طبيعة هذا التأثير؟

بالتأكيد.. كلما كانت النسبة أقل سيضعف احتجاج النظام بشقيه (إصلاح ومؤتمر) بها وستمكن أولياء دم الشهداء من مقاضاة القتلة والمجرمين أمام القضاء الدولي بل والمحلي في المستقبل. كما يمكن أن يضعف الاحتجاج والتمسك بها أمام الأطراف والقوى السياسية التي قاطعت أو رفضت مهزلة “الانتخابات” في أي عملية سياسية قادمة؛ وربما مقاطعة أبناء الجنوب- إن كانت بشكل واسع- ستكون مستمسكا لأبناء الجنوب في نيل مطالبهم وحقوقهم والانتصار لقضيتهم.

 

في مقابلة مع إحدى الصحف اليمنية في مارس الماضي، قلت أن هناك جناح في أحد أحزاب المشترك يسعى للاستحواذ على الثورة وإقصاء الآخرين.. ترى هل استطاع ذلك الجناح أن يحقق أهدافه؟ وهل لا تزالون على ذات الرؤية بعد التوقيع على المبادرة الخليجية من قبل الرئيس والمعارضة وحلفائهم وشركائهم ؟

نعم.. أقصد بذلك مركز القوى السلفي والجهادي الموجود في حزب التجمع اليمني للإصلاح ويمثله عبد المجيد الزنداني وعبد الوهاب الديلمي وعارف الصبري ومحمد الحزمي وصالح السنباني ورموز وقواعد جامعة الإيمان، إن هذا الجناح يحقق نجاح واتساع وتأثير في حزب الإصلاح على حساب مراكز القوى الأخرى- إذا ما استثنينا مركز القوى القبلي الذي يتزعمه الشيخ حميد الأحمر ومركز القوى العسكري الذي يقوده علي محسن الأحمر.

خلاصة القول، مراكز القوى الدينية والعسكرية والقبلية هي من تصنع القرار السياسي الأول في حزب التجمع اليمني للإصلاح. ولا نستبعد وجود اتفاق وتبادل أدوار بين أجنحة ومراكز قوى الإصلاح لتمرير سياساته، خصوصا أننا نعلم أن بعض من كنا نعتقد أنهم منفتحين اكتشفنا أنهم فقط يسعون للتمكين ثم نجدهم بعد التمكين ليسوا أقل تشدداً من السلفيين الجهاديين؛ لا أريد ذكر بعض أسماء هؤلاء لعل وعسى.. وجميع هؤلاء بحكم ثقافتهم وتنشئتهم استحواذيين وإقصائيين ويستخدمون من يتحالفون معهم تكتيكياً مرحلياً وسيقومون بدحرهم مستقبلاً إن نجوا اليوم من تكفيرهم وكيل الفتاوى على رؤوسهم.

 

الشباب في الساحات انقسموا حول المشاركة في الانتخابات.. هل نجد لديكم إحصائية نسبية للمؤيدين والمعارضين للانتخابات؟ وكيف تفسرون هذا الانقسام؟

 

التئام النظام (إصلاح ومؤتمر) بآلياته الإعلامية وإمكاناته المالية يحتاج إلى جهد مضاعف لمواجهته من قبل القوى السياسية المقاطعة، غير إن الحراك المقاطع في الجنوب مؤثر في كونه مقتصر على الجنوب ويحمل مطالب أبناء الجنوب وهنا الأغلبية العددية للشمال تصير بلا معنى عندما يتعلق الأمر بالحديث عن الجنوب.

أما الحوثيون في الشمال- وخصوصا في صعده وحجة وبعض من الجوف ومأرب وتغلغلهم في محافظات أخرى- يجعلهم رقماً عصياً على التهميش، خاصة بالنسبة للإصلاح الذي يعتمد على فرض واقع القوة. كما أن امتلاكهم للجند والعتاد يجعل من الصعب تجاوزهم، خصوصاً بعد أن استطاعوا في الماضي أن يهزموا جيشين لدولتين.

هذا هي عناصر القوة بالنسبة للحراك والحوثيين، وهي ما ستحمل القوى السياسية المحلية والإقليمية على التعاطي معهم.. أما أهم نقاط ضعف هاتين القوتين فهي:

– بالنسبة للحراك، فأنه يعاني من تعدد قياداته وتناقضاته وعدم القدرة على تجاوز ماضيه.

– أما الحوثيون فلازالت مشكلتهم في عدم قدرتهم على تجاوز الانغلاق والإرث الاجتماعي.

ومع ذلك لا يمكن صياغة مستقبل اليمن بدون شراكة هذين القطبين، الحراك والحوثيون؛ كما أن هناك قوى يسارية وقومية وليبرالية سيكون لها صوت مسموع ومتميز في المستقبل المنظور أو القريب؛ وبالتأكيد سيكون لتعز دورا مهماً فيه.. هكذا تبدو لي الأمور.

 

كنتم من الداعين الى مقاطعة الانتخابات والرافضين للرأي المنادي بإجراء الانتخابات.. هل سمعتم من الطرف الآخر رؤيته التي برر بها تأييده للانتخابات؟ وكيف كانت قراءتكم لها؟

نعم سمعنا رأيهم. ورؤيتهم وهي رؤية تستغل مخاوف الناس لتمرير مشاريع أشعر إنها خطرة على المدنية والديمقراطية والوحدة ومستقبل الحياة السياسية في اليمن؛ إنها مشاريع تعيد إنتاج قبح النظام السابق وتحصن القتلة والمجرمين وتؤكد على دور القبيلة والعسكر والمليشيات في صناعة القرار السياسي.. إنها مشاريع استحواذية واقصائية وظلامية واستبدادية.. مشاريع دمار وتمزيق وخراب.

 

توكل كرمان كانت رائدة من رواد الثورة وإحدى القيادات المطالبة بالدولة المدنية.. هل تجدون في موقفها تغيراً بعد إعلانها بل ودعوتها للمشاركة في الانتخابات؟

احترم نضال توكل ومن حقها أن تأخذ الموقف التي تراه ولا يملك أحد الحقيقة أو الصواب كاملاً. لكني أظنها كانت تشترط اعتراف عبد ربه بالثورة وأهدافها، لكن عبد ربه لم يعترف بشيء حتى الآن بل وتعاطى مع ثورة الشباب بخفة مقذعة حين أعتبرهم واعتبر ثورتهم مجرد حجر ألقيت في مياه راكدة.

كان الطبيعي أن يكون موقف توكل مع جبهة المقاطعة؛ لكن لا يجب أن ننسى إن توكل لا زالت عضو في مجلس شورى الإصلاح، وهو حزب لازال بتقديري يشكل عبئا عليها رغم إنها استطاعت تجاوزه في الماضي.

 

 برغم من أن تعز كانت تعرف بأنها المحافظة الثقافية وصانعة الفكر المدني، إلا أنها في الوقت الراهن تحولت إلى بؤرة عظمى للصراع المسلح. برأيكم من يقف وراء هذا التحول ومن نقل الصراع الى هناك ؟وهل يعني هذا أن تعز المدنية تتجه نحو القبلية والطائفية؟

بتقديري أن طرفي الصراع الذين عمدوا لتحويل الثورة إلى أزمة هم من يتحمل المسؤولية لما حدث ويحدث لتعز. أحرقت ساحة تعز وتم ممارسة القتل فيها بسادية وعبث مجنون. ساحة تعز أحرقت بضوء أخضر من خلف الحدود، وعندما كانت تعز تُحرق كان معظم قيادة حزب الإصلاح وكوادره بعيدون عن الساحة.. تعز لازالت جديرة باستعادة مدنيتها وثورتها وألقها؛ وأستطيع الجزم بأن هذا ما ستفله تعز.

 

هناك من يرى إن اللاعبين السياسيين والقبليين والتجار رموا أوراق اللعب إلى “وادي القاضي وغيره من شوارع وجبال تعز.. إلى اي مدى تجدون ذلك صحيحاً؟ وكيف تفسرون توافق جميع اللاعبين على اتخاذ تعز طاولة للعبتهم الدموية، إن كان ذلك صحيحاً؟

طبيعي أن تستهدف تعز، لأنها جذوة الثورة وناصية ودليل الثوار ومدينة الثقافة والمدنية، دون أن يقلل هذا من إسهام غيرها من مناطق وربوع اليمن.

 

 مؤخراً أعلنتم عن تشكيل قيادة جديدة لجبهة إنقاذ الثورة، البعض قراء ذلك على أنه إتجاه منكم لتشكيل حزب سياسي جديد.. ترى ما مدى صحة ذلك؟ وان لم يكن ذلك صحيحاً هل لديكم توجه لإنشاء حزب جديد خصوصاً مع ارتفاع الأصوات التي تقول بعدم جدوى الأحزاب القائمة من عقود وأنها أصبحت “مُذحلة”؟

لم نفكر بهذا.. ولكن أظن أن هناك فراغ سياسي يتسع ويحتاج إلى معارضة قوية تشغل الفراغ الموجود بعد أن صارت معارضة الأمس شريكة في السلطة اليوم واستعاد النظام وجهيه.. هناك فرصة وحيدة لتغيير التحالفات في الفترة القادمة ولكن إذا بقت التحالفات الراهنة على نفس الحال فاعتقد إن قوى جديدة أخرى ستشغل هذا الفراغ المتسع.

زر الذهاب إلى الأعلى